Saturday, December 31, 2011
Tuesday, May 3, 2011
ساعتين حرام !
!! ساعتين حرااااااااام
تحملني خطاي المتباطئة نحو قاعة مغلقة " بها منفذان ، باب أمامي وباب خلفي ، لا تتعدى مساحتها الـ 16 متر ، سقفها منخفض بعض الشيء ، وكل محتواياتها مقاعد طلابية وطاولة عريضة خاصة بالمحاضر " .
أقترب رويداً رويداً من ذاك السجن اليومي المؤقت ، لأجد الطلاب يجلسون في الخلف ، تاركين الصف الأمامي بأكمله فارغاً .. ولا أدري لماذا !!
أحذو حذوهم وأتخذ من آخر مقعد على اليمين في الصف الثالث والأخير ملجأً لي ، علّه يخفف عني رتابة الوقت الذي أبداً لا يمضي ! يدخل المحاضر من الباب الأمامي ، يلقي السلام ، ويطفئ الضوء ثم يشرع في إدارة الــ " داتا شو " ، وفي هذه الأثناء أبدأ أنا في إلقاء النظرة الأولى على ساعتي حيث يبدأ الصراع الدامي بيني وبين عقاربها التي تأبى التحرك !
ساعتان ، وقت ليس بالقليل أبدا ، إنهما يفوقان قدرة عقلي على التركيز المتواصل خلالها فأنا أفقد تركيزي تماماً عقب مضي الساعة الأولى ، وهو - ذاك الرجل الشرير - لا يرأف بحالي ، فهو لا يكفيه حتى أنني آتي كل يوم في الساعة الثامنة صباحاً - على غير عادتي - ، بل ويكمل على ذلك ساعتين في سكب معلومات لا تنتهي بداخل عقلي الصغير الذي لا يتحمل كل هذا العناء !
نعم ! ، ساعتان لا ينقصان دقيقة واحدة ، بل أحياناً ... تزيدان !
يمضي المحاضر في شرح ما أتى إلينا به ، وأنا أمضي في حربي الدامية التي لا تنتهي إلا حينما يفتح الضوء !
من زاوية أخرى ترى الهدوء يعم - فيما عدا - صوت خافت ينطلق من ذاك الرجل الذي يقف أمامنا والذي بالكاد يصلني صداه ! .. الغرفة معدة جيداً لنوم عميق مع تلك البرودة الناعمة وذاك الضوء الهادئ الذي يميزها والذي أيضا يجعلني في صراع من نوع آخر _ بخلاف المعركة الدموية مع عقارب ساعتي _ إنه صراع مع النوم الذي يأبى إلا أن يستفزني حتى أستسلم له ! .. فأحاول جهاده بكل السبل الممكنة التي أعرفها والتي لا أعرفها حتى يخطر ببالي هذه المرة إلقاء الضوء علىذاتي وعلى ما يحدث ، فأمسك قلمي وأفتح صفحة جديدة أعنونها بــ " ساعتين حرام " !
Labels:
يوم فـي الجامعة
Subscribe to:
Posts (Atom)